السفيرة الأميركية كارولين كيندي

تبع تعرض المشرعة اليابانية، آياكا شيومورا، للسخرية من بعض زملائها الرجال لانتقادها المشاكل التي تعانيها المرأة العاملة في اليابان، تلقيها رسالة من السفيرة الأميركية  كارولين كيندي، تقول فيها: "لا نعرف أبدًا متى سيكون لأفعالنا التأثير الكبير المرجو منه، لكن غالبًا ما يكون هذا التأثير عكس توقعاتنا".

وتقول شيومورا إن الرسالة كانت منذ عاميين وساعدتها كثيرًا. فقد أنقذتها من الاكتئاب الذي أصابها بسبب انتقادات خصومها السياسيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فيما كانت بمثابة دفعة قوية لها لمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة، بعد ذلك بشهور، في حفل استقبال للقيادات النسائية في مقر إقامة السفير، التقت كينيدي المشرعة اليابانية ورحبت بها بحفاوة وقالت لها: "لا تجعلي تلك المشاكل تُثبط من عزيمتك".

في لحظات كثيرة مثل هذه تسعى السفيرة كينيدي، التي ستترك اليابان الأربعاء المقبل بعد ثلاث سنوات كسفيرة، إلى توصيل رسائل دعم للنساء في جميع أنحاء البلاد، وسيترك عشرات من المبعوثين الأميركيين منصبهم الأسبوع المقبل، إلا أن قلة بارزة منهم، وعلى رأسهم كارولين كينيدي نجلة الرئيس جون كينيدي، قد ساعدوا في إدارة العلاقات مع أهم حلفاء الولايات المتحدة، ولكن في حالة كينيدي باعتبارها أول سيدة تتولى منصب السفيرة الأميركية في اليابان، قد تكون ذات أهمية لدولة اليابان "الذكورية".

وفي لقاء لها هذا الشهر في مكتبها في سفارة الولايات المتحدة في طوكيو، تقول كينيدي: أعتقد أن كوني سيدة تتولى منصب السفير الأميركي في اليابان، وأن تولى المرأة مناصب قيادية، من شأنه تغيير المواقف"، وتتجلى الطبيعية التاريخية لمنصب كينيدي في القوة الموجودة في القاعة أسفل مكتبها، حيث عُلقت 30 صورة لسفراء أميركيين سابقين، بداية من أول مبعوث أميركي في اليابان عام 1856، وكانوا كلهم من الرجال، ونادرًا ما تتولى المرأة مناصب قيادية في اليابان ويحظر على المرأة المتزوجة استخدام لقبها الأصلي؛ لذا يمكن القول إن كينيدي، وهي محامية وأم لثلاثة أطفال، هي نموذج للجمع بين السلطة والأسرة، فضلًا عن كونها مؤيدة بارزة لأجندة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي أعرب عن رغبته في أن يكون للمرأة دورًا أكبر في الحياة السياسية والاقتصادية.

ولا يعزو تأثير كينيدي كسفيرة إلى كونها امرأة فحسب، بل إلى كونها نجلة الرئيس كينيدي، الذي يحظى بشعبية في اليابان شأنه شأن الولايات المتحدة، أحد الشكوك المثارة حولها، أن شهرتها أثارت تساؤلات حول كفاءتها لهذا المنصب؛ بيد أنها تفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية الرسمية قبل انتقالها إلى اليابان أواخر عام 2013، علاوة على أنها لم تكتسب أي خبرة خاصة في اليابان.

وسلط تقرير أصدره مكتب المفتش العام عام 2015على عدم خبرة وكفاءة كينيدي "لقيادة وإدارة مؤسسة بحجم السفارة الأميركية في اليابان"، فيما انتقد افتقارها إلى علاقات داخل السفارة، كما سخر الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية، من كارولين كيندي زاعمًا أنها "ستفعل أي شيء يطلبونه منها" في إشارة إلى الحكومة اليابانية، ولكن أولئك الذين عملوا معها يقولون عنها إنها استعانت بحسن سيرة عائلتها وعلاقتها الطيبة مع باراك أوباما، في سبيل تكوين علاقات قوية مع الحكومة اليابانية ومجتمع الأعمال والرأي العام.