تنظيم داعش

سلّطت الصحف الأميركية، الضوء على خطر نساء "داعش" العائدات من سورية والعراق إلى موطنهنّ الأصلي، مشيرين إلى أنهنّ الخطر المقبل الذي سيهدد الأمن، زارا، واحدة من النسوة العائدات، عادت في رحلة سرّية من سورية إلى تركيا، قبل ستة أشهر، بمساعدة أحد المهرّبين، ووصلت إلى المغرب، موطنها الأصلي، تتحدّث عن رحلتها تلك، وعن الفترة التي قضتها في سورية برفقة زوجها المتشدّد الذي قُتل هناك، كانت تردّد دوماً "أطفالنا سيُعيدون يوماً ما الدولة الإسلامية، سنقدّم أبناءنا وبناتنا للخلافة، سنحدّثهم عنها، حتى لو لم نكن قادرين على الاحتفاظ بها، إلا أن أولادنا سيعودون يوماً ما".

وفي الأشهر الأخيرة هاجر العشرات من النسوة إلى ما بات يُعرف بـ "دولة الخلافة" في العراق وسورية، ليستقرّ بهنّ الحال بعد انتهاء التنظيم إما محتجزات في مراكز احتجاز ببلدانهنّ الأصليّة، أو نازحات في مخيمات اللجوء، بعضهنّ لديهنّ أطفال صغار، وبعضهنّ يتحدثن عن ضغوط من قبل أزواجهن من أجل البقاء معهم في العراق وسورية، ولكن أخريات اعتنقن الفكر والأيديولوجيا التابعة لتنظيم الدولة، بحسب شهادات سكان محليين أو محقّقي الاستخبارات، ومن شمال أفريقيا إلى أوروبا الغربية، وبينما كان المسؤولون هناك يستعدّون لتدفّق العائدين من الذكور، وجدوا أنفسهم -بدلاً من ذلك- يواجهون سيلاً متدفّقاً من النساء والأطفال، وبات لزاماً عليهم التعامل مع هذه الظاهرة.
وقتل قلّة من النساء في المعركة، وعودة بعضهنّ إلى موطنهنّ الأصلي دفع بالمسؤولين إلى التحذير من أي شيء في المستقبل، خاصة أن التنظيم على ما يبدو أعطى توجهياته للنساء العائدات من أجل البدء بتنفيذ هجمات انتحارية، وأيضاً تدريب أبنائهنّ من أجل ذلك، وتقول إن سيبخارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرّف والعنف، إن هناك بالتأكيد نسوة اعتنقن فكر التنظيم، ولكن هناك من جرى دفعهنّ للتطرّف، خاصة أولئك النسوة اللائي قمن بأدوار معيّنة إبّان فترة حكم التنظيم.

وأكّدت إحدى مواطنات كوسوفو، ممّن أجرى معهن المركز مقابلة، أنها عادت إلى بلدها لأنها كانت حاملاً، وهي بحاجة إلى رعاية طبية أفضل، مضيفة "لقد خرجت من أجل طفلها. إنها يمكن أن تعود. لقد قالت لنا إنها تريد لأطفالها أن يكبروا حتى يكونوا شهداء"، وفي المغرب وشمال أفريقيا، الذي تواجه سواحله أوروبا، أكثر من 1600 مقاتل هاجروا إلى العراق وسورية منذ العام 2012، للانضمام إلى تنظيم الدولة هناك، وبنفس العدد تقريباً هاجرت نسوة أخريات مع أطفالهنّ.
وتباطأ تدفّق المقاتلين إلى التنظيم من شمال أفريقيا العام الماضي؛ بعد أن قطعت القوات المدعومة من أميركا خطوط الإمداد التابعة للتنظيم في معاقله الأخيرة، الأمر الذي اضطرّ عدداً قليلاً من الذكور المقاتلين إلى التفكير بالعودة، في وقت ما زالت العشرات من النسوة الراغبات بالعودة إلى بلادهنّ الأصلية مع أطفالهنّ بانتظار موافقة السلطات التركية.

وقال مسؤول مغربي رفيع المستوى، "إن أغلب النساء اللواتي عدن إلى المغرب تحدّثن عن هجرة أزواجهن إلى التنظيم من أجل الحصول على المزايا المالية التي كان يغري التنظيم بها الشباب، ولم يكن لهنّ خيار"، وتابع أنّ "معظم النساء اللائي عدن مؤخراً يعتزمن استئناف حياتهنّ بشكل طبيعي، ووضع تنظيم الدولة خلفهنّ، ولكن الخوف هو أن بعض العائدات يحملن أفكاراً متطرّفة وسيحاولن نقلها إلى عائلاتهنّ".