المُتّهمة الحسناء

يبدو أن قصة ليزا، المحاسبة سابقا في واحد من بنوك جمهورية باشكيرستان، وسط روسيا، تقترب من نهايتها، ومعها تنتهي، قبل أن تبدأ، أحلام ليزا المتهمة بسرقة أكثر من 20 مليون روبل. 

اسمها الكامل ليزا خايرولينا، وهي أم لطفلين، كانت تعمل محاسبة في بنك، وفي نهاية مايو (أيار) الماضي اختفت فجأة، واختفى معها من البنك نحو 24.5 مليون روبل روسي (نحو 350 ألف دولار أميركي). وعند البحث عنها اكتشف الأمن أنها غادرت هي وزوجها وطفلاهما شقتهما. ولما تعذر العثور عليها، أصدر الأمن مذكرة بحث، وعمم صورتها، ومعها صورة زوجها، على لوحات في مراكز البوليس وفي أماكن عامة، وأعلن عن مكافأة بقيمة مليون روبل لمن يقدم معلومات تساعد في تحديد مكانها.

اقرأ أيضا:

القصة الكاملة لـ"أم نوتيلا" المتهمة بالتجنيد ومساعدة "داعش"

وعلى الرغم من أن ليزا أغلقت، قبل أن تختفي، جميع صفحاتها وحساباتها على مختلف المواقع في الإنترنت، وفق ما تقول وسائل إعلام روسية، إلا أنها حصلت على شهرة واسعة. وأنشأ أحدهم حساباً باسمها على موقع «إنستغرام»، وظهر باسمها وسم (#run luiza run)، أي (اهربي ليزا اهربي). وكتب كثيرون عبارات دعم وتعاطف معها على تلك الصفحات؛ على سبيل المثال نشرت إحداهن خبر اعتقال ليزا، وبجانبه صورة زوجين يبدو أنهما ليزا وزوجها، وكتبت في تعليقها: «على خلفية هذه الصورة الجميلة أخبار ليست جميلة أبداً. سمعتم بقصة ليزا... لقد اعتقلها الأمن في شقة في مدينة قازان يوم 5 يونيو (حزيران)». وبينما أثنى البعض على ما قامت به، ورأوا في الأمر انتقاماً من البنوك، انتقدها آخرون وقالوا إن ما فعلته جريمة مهما كانت الأسباب. حتى أن مبصرين انضموا للجدل حول قضيتها، وكتب أحدهم أنه اكتشف بعد «التبصير» أن ليزا على قيد الحياة، لكنها عانت من وعكة، وهي الآن بخير.

وبينما استمر الجدل حول فعلتها وشخصيتها على مواقع التواصل الاجتماعي، واصل الأمن عمليات البحث عنها. وأعلن أمس فقط، 5 يوليو (تموز)، أنه تمكن من اعتقالها في 5 يونيو، وذلك بعد أن تم رصد اتصال هاتفي من ابنها مع جده، وتم تحديد موقع الابن. داهم الأمن الشقة على ذلك العنوان في مدينة قازان عاصمة تتارستان، وهناك عثر على جميع أفراد الأسرة، بما في ذلك ليزا. ومع أهمية هذه التطورات في قصتها، لكن يبدو أنها ليست النهاية، إذ قال الأمن إنه لم يتم حتى الآن العثور على المبلغ الذي اختفى من البنك، بينما يؤكد والدها أن ابنته ما كانت لتقوم بمثل هذا العمل، وإن كانت هي من سرق المبلغ فعلاً، يرجح أنها قامت بذلك تحت ضغط معين من جانب أحد ما.

قد يهمك ايضا

- الكشف عن معلومات جديدة حول ارتباط شيماء الحيالي بـ"داعش"

سويدية تُنقذ طالبها العراقي من الموت على يد" داعش"