المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

 دعت المستشارة الألمانية أنجيلا  ميركل منصات الإنترنت الكبرى إلى كشف أسرار الخوارزميات التي تستخدمها، قائلة: "إن غياب شفافيتها ووضوحها يهدد ثقافة الحوار والمناقشة" ، وذلك خلال مؤتمر صحافي في برلين هذا الأسبوع.

وأضافت المستشارة الألمانية، أن الخوارزميات تشوه مفاهيمنا وذلك لعدم شفافيتها، ولم تذكر ميركل "فيسبوك"، أو "غوغل" أو "تويتر"، ولكنها صرحت ضمنيًا أن المنصات الكبيرة تخلق "فقاعات" لوجهات نظر مفرغة ذاتيًا.

وأوضحت ميركل في المؤتمر :" لمستخدمي الإنترنت الحق في معرفة الطريقة والأسس التي تحكم وصول المعلومات التي يتلقونها، عبر محركات البحث ليكون باستطاعتنا إجابة أسئلة مثل، ما الذي يؤثر على سلوكيتنا في هذا العالم الافتراضي؟"

وأضافت: "يمكن أن يقود عدم وضوح الخوارزميات إلى تشويه إدراكنا، كما يمكنه أن يقلص نطاق معلوماتنا، فمثلًا تستخدم "غوغل" خوارزمية لتحديد نتائج البحث التي تكون علي رأس البحث على سبيل المثال. كما يستخدم "فيسبوك" خوارزمية لترتيب عرض المنشورات لكل شخص، واختيار ما إذا كان تشمل منشورات معينة لصفحات لاقت إعجاب المستخدم أو أصدقائه أم لا". 

وتابعت ميركل: "أصبحت منصات الإنترنت الكبرى، عبر خوارزمياتها، ثقب الإبرة الذي يجب أن تمر وسائل الإعلام المتنوعة عبره لتصل إلى مستخدميها، لذا يجب أن يحظى هذا التطور في عمل هذه المنصات باهتمامنا".

وعلى الجانب الأخر رفض عمالقة الإنترنت هذه المزاعم, وأوضحوا بأن ما يسمى بفقاعة وسائل الإعلام الاجتماعية مجرد خرافة. وأضافوا أن الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت توفر لهم هذه المنصات طرق سهلة للوصول إلى مجموعة واسعة من وجهات النظر من خلال الوقت الذي يقضونه في استخدام هذه المنصات.

فيما أوضح توماس غارزومبيك، المتحدث باسم السياسة الرقمية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، أنه لا يعتقد أنها كانت تشير إلى أن شركات مثل "غوغل" و"فيسبوك" يجب أن تكشف الأسرار التجارية الخاصة بهم.

وأضاف غارزومبيك: "لكننا في حاجة إلى مزيد من المعلومات من هذه الشركات عن كيفية عمل الخوارزميات بصفة عامة".

ولا تعتبر هذه التصريحات أول تصريحات يدلي بها مسؤولون ألمان ضد عمالقة الإنترنت مثل "فيسبوك" فيما يتعلق بالخصوصية أو الشفافية، ففي الشهر الماضي أمرت الجهات التنظيمية في ألمانيا "فيسبوك" بحذف البيانات التي جمعها عبر تطبيق "واتس آب" التابع له. كما أمرت منظم الخصوصية الألمانية "فيسبوك" بإيقاف جمع وتخزين البيانات من المستخدمين الألمان عبر "واتس آب" وحذف البيانات كلفة والتي سبق أن جمعتها هذه الشركة.

فيما رفض "فيسبوك" الامتثال إلى القرار وقال إنه سيستأنف ضده، حيث يزعم أنه يقوم دائما بالإعلان بشفافة بالفعل عن بعض الخوارزميات, واوضحت الشركة بأنه، يتم استهداف معظم الإعلانات في "فيسبوك" من خلال جمع المعلومات الشخصية للمستخدمين والتي ينشروها علنًا على "فيسبوك" وكذلك من خلال التعليقات والتحديثات الشخصية.

وأضافت الشركة:"نحن نستخدم المعلومات من عدد قليل من المصادر المختلفة لمعرفة الإعلانات التي قد تكون ذات صلة ومفيدة للمستخدم".