زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وزوجته

بدأ زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وزوجته عملية تفتيش على مصنع تمليح الأسماك، حيث تتكدس المنتجات عاليًا ويتم تعبئتها لتبدو مثل العلامات التجارية الغربية، وكأنه قرر الرد عمليًا على إشاعة نقص المواد الغذائية في بيونغ يانغ.

وتم تصوير الزعيم كونغ أون والسيدة الكورية الشمالية الأولى ري سول-جو وشوهدا وهما مبتسمين للغاية أثناء تجولهما في مصنع كومسانفهو في مقاطعة هوانغهاي الجنوبية.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الصور أظهرت الدكتاتور وهو يقوم بفحص المخزونات الضخمة من العلب والزجاجات في المصنع, وعلى الرغم من أن جميع المنتجات سمكية على ما يبدو، إلا أن بعض السلع معبأة بطريقة مماثلة في مظهرها لعلامات تجارية مثل كوكاكولا ونوتيلا.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، أنه قيل للزعيم الأعلى أن 30 منتجًا تجريبيًا اكتملت مع مستويات مالحة وحارة مختلفة مثل الروبيان الصغير المملح وثعبان البحر والأنشوجة والمحار.

ووجد تقرير الأمم المتحدة في العام الماضي، أن ما يقرب من نصف الكوريين الشماليين يعانون من الجوع بسبب نقص الغذاء, كما تعرضت البلاد لعقوبات اقتصادية مدمرة, وخلال جولته بالمصنع، قال كيم "إنه شدد على الحاجة إلى التأكيد العالي على الموظفين للالتزام الصارم بمتطلبات النظافة في العمالة المنتجة"، كما أثنى على الأبحاث التي أجريت في إنتاج الأسماك المخللة ووصف مخزونات الغذاء بأنها "منظر رائع".

وقالت وسائل الإعلام الحكومية "إن أكوام من السلع السمكية المخللة جعلته يشعر بالفخر على الرغم من أنه قلق بشأن الإنتاجية"، حيث كان أول مصنع لتخليل الأسماك، وأنه يشعر بالفخر بالمساهمة في تحسين النظام الغذائي للشعب حتى ولو قليلا.

وتعوَّد كيم على مثل هذه الزيارات, ففي الشهر الماضي وبخ بعنف مسؤولين خلال عمليات تفتيش لمصنع ومحطة كهرباء ومخيم عطلات، وقال محللون "إن التقارير تظهر رغبة بيونغ يانغ المسلحة نوويا في التركيز على التنمية الاقتصادية, كما إن زيارات "التوجيه الميداني" التي يقوم بها الزعيم هي الدعامة الأساسية للإنتاج الحكومي في كوريا الشمالية، مع ظهور كيم بشكل مستمر وهو يقوم بإعطاء "التوجيه الفوري" للمسؤولين اليقظين، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم في أيديهم, وبعد جولته الأخيرة في مقاطعة هامغيونغ الشمالية، ضاعفت صحيفة رودونغ سينمون صفحاتها إلى 12، وكرست تسعة منهم للرحلة".

وقال كيم في محطة أورانجكون للطاقة، التي لا تكتمل إلا بنسبة 70 في المائة بعد تأجيلها "إنه شعر "بالفزع الشديد لدرجة أنه لا يستطيع الكلام"، وفقًا لما ورد بوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية, وقالت "لقد وجه توبيخًا للمسؤولين البارزين في مجلس الوزراء لترك المشروع للمقاطعة فقط ولم ينتبهوا له وأمر بإكماله بحلول أكتوبر من العام المقبل, كما انفجر كيم على أحواض الاستحمام الحارة والقذرة في مخيم عطلة أونفو - الذي يفتخر بأنه تم زيارتها من قبل والده وجده كيم جونغ ايل وكيم ايل سونغ - وصفها بأنها "أسوأ من أحواض الأسماك".

ولا يُعد نقد المسؤولين غريبًا في رحلات التوجيه الميداني، لكن نطاق إدانات يوم الثلاثاء كانت غير عادية, حيث تم اختيار لجنة الحزب في شمال هامغيونغ، في الشمال الشرقي، من أجل نقاد لاذع، بقولها أنها لم تقبل السياسة الرسمية لبناء مصنع حقائب جديد في كل مقاطعة, وبدلًا من ذلك، عرضت "غرف رثة" في منشأة قائمة لإنتاج الحقائب، "وبالتالي تسببت في قلق كبير لكيم جونغ أون".
وأشار القاعد الأعلى إلى أن لجنة الحزب الإقليمية تعمل بطريقة روتينية، وفقًا لما جاء في التقرير، مضيفًا "ليس للجنة روح ثورية", وقال البروفيسور يانغ مو-جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية "إن كيم كان يرسل اشارة محلية وخارجية بأن كوريا الشمالية تركز على الاقتصاد بعد قمة سنغافورة مع الرئيس دونالد ترامب, في ذلك الوقت، وافق كيم على العمل من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، لكن هذا المصطلح عبارة عن تعبير دبلوماسي واضح للتفسير".

وصرح يانج إلى وكالة فرانس برس "بالنسبة للشعب، فهو يقدم صورة كزعيم يهتم بمصدر رزقهم، وبالنسبة للعالم الخارجي، يرسل إشارة مفادها انه جاد في وعده بنزع السلاح النووي".