التحديق في الهواتف الذكية

أكد علماء أن المزيد مِن الأطفال يصابون بمرض جفاف العين لأنهم يقضون الكثير من الوقت في التحديق بالشاشات، هذه الحالة أكثر شيوعًا بين كبار السن لكنها ترتفع في الشباب لأنهم يرمشون أقل عند النظر إلى الشاشات، لذلك تجفّ دموعهم أسرع، ولذا يطوّر العلماء في جامعة أستون في برمنجهام تطبيقا للهواتف الذكية للمساعدة في تشخيص الأشخاص في وقت أقرب إذا كانوا يعانون من جفاف العين.

تحدث تلك المتلازمة عندما لا يتم إنتاج الدموع في العينين بشكل صحيح، أو تتبخر بسرعة كبيرة من سطح العين، هذا يسبب تهيجا وعدم راحة في العيون، ويمكن أن تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو مشاكل أكثر خطورة، وصمم الفريق التطبيق لمساعدة الأطباء والصيادلة الذين لا يملكون في الغالب المعدات الصحيحة لتشخيص الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة الشائعة.

يوميا يتحرك الجفن لمسافة تماثل طول ملعب كرة القدم لنشر الدموع لتوفير الحماية والعناصر المغذية للعيون، لكن ليست دموع كل شخص تؤدي وظيفتها بشكل صحيح، ويُعتقد بأن واحدا من كل خمسة بالغين لديه جفاف العين، والذي لا يمكن علاجه لكن عادة لا تكون له عواقب وخيمة.

استخدام الشاشة لمدد طويلة يضر عيون الأطفال

لكنّ الباحثين في الجامعة يقولون إن استخدام الأطفال المستمر للشاشات على أجهزة التلفزيون والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يجعل جفاف العين أكثر شيوعا بين الأجيال الشابة، قال البروفيسور جيمس وولفسون: "جفاف العين يعتبر عادة مرض الأشخاص المسنين، لكننا نرى تزايد إصابة الأطفال به.. من المحتمل أن يكون هذا بسبب استخدام الشاشة لفترات طويلة، مما يجعلنا نرمش أقل ويسرع من معدل تبخر دموعنا.. نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لفهم الآثار الصحية لالتصاق الأطفال بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لساعات، وهذا هو السبب في أننا سنستخدم تطبيقنا لإطلاق أول مسح واسع النطاق لجفاف العيون لدى الأطفال هذا الأسبوع".

لا يزال التطبيق غير متاح للجمهور بعد، سيعرض الفريق تطبيقه هذا الأسبوع في معرض العلوم الصيفي للجمعية الملكية في لندن، يمكن استخدام اختبار الرمش الذي يتيحه التطبيق تحت إشراف الممارس العام أو في المنزل، ويتضمن ذلك الإجابة عن أسئلة بسيطة واختبار سريع يقيس المدة التي يمكنك فيها النظر للشاشة دون أن ترمش، ويأمل الفريق أن يُستخدم التطبيق في عيادة الممارس العام والصيدليات وفي بيوت الناس لمساعدتهم على الحفاظ على صحة عيونهم.