جامع سيدي عبد الرحمان في حي القصبة العتيق أعالي الجزائر

دخل المسؤولون عن بيوت الله في سباق مع الزمن لتزيينها، حتى تظهر في أحلى حلّّة خلال استقبال المصلين لأداء صلاة التراويح, وحتى الشوارع الرئيسية فقد ارتدت حلّة زاهية مفعمة بالنفحات الإيمانية والبركات الربانية, حيث نظفت الشوارع وطهرت الأزقة, وانتشر جو من الخشوع المخضب بالفرحة على وجوه الناس.

وباتت مساجد محافظة الجزائر العاصمة, على أهبة استعداد لاستقال أحلى الشهور, بعد أن انتهت حملات التنظيف وتركيب الأضواء الملونة, والفوانيس التي لازالت بعض المساجد متشبثة بتعليقه, فالتزيين به هو امتداد للبعد الروحي لأحب أشهر الرحمان, وتمت عمليات تركيبة أو صيانة المكيفات الهوائية ومكبرات الصوت وفرش السجاد.

ومرورًا بجامع سيدي عبد الرحمان في حي القصبة العتيق أعالي الجزائر العاصمة, ومسجد السفير وصولًا إلى المسجد الكبير في الجزائر العاصمة والذي يُطلق عليه كذلك اسم المسجد العتيق يؤدي فيه كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية صلاة العيد, فهو أقدم مسجد قائم في الجزائر العاصمة ويقال أنه الأقدم في المغرب الأوسط "الجزائر" بعد مسجد سيدي عقبة في محافظة بسكرة جنوب الجزائر و يعد إلى جانب الجامع الكبير في تلمسان و الجامع الكبير في ندرومة واحدًا من الآثار القليلة المتبقية من العمارة المرابطية, فكل المتطوعين صغارًا وكبارًا شيوخًا وأطفالًا منشغلون بعملية تهيئة المسجد تحسبًا لقدوم الشهر الفضيل كأعمال الصيانة وطلاء الجدران فيما ترسل السجاد إلى ربات البيوت لغسله, فيما يقوم بعض الخيريين بتقديم مبالغ مالية لتجديد المكيفات ومكبرات الصوت التي لم تعد صالحة للاستعمال.

ويقول  " د , رمزي " أحد المتطوعين لتهيئة الجامع الكبير, أنه ساهم مع جيرانه وأصدقائه في عمليات الصيانة والتّنظيف، ويضيف : " خلال شهر شعبان يكون هناك اهتمام كبير لدينا بالعناية ببيوت الله ومحيطاتها، والعمل التطوعي يمثل بالنسبة لنا عادة حميدة, الكل يتبعها ونأمل أن تُعمم وتتواصل ".

وتشهد المساجد، إقبالًا منقطع النظير في شهر رمضان الكريم على أداء صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الفقهية, وتفيض خلال هذا الشهر بروادها من مختلف الفئات والأعمار رجالًا ونساءً وشبانًا وأطفالًا وشيوخًا, وبسبب التوافد الكبير يضطر الكثير من المصلّين إلى تأدية صلاة التراويح في الساحات العامة والشوارع القريبة من بيوت الله.

وتحتضن المساجد في محافظة الجزائر العاصمة الكثير من النشاطات الثقافية، ناهيك عن تقديم دروس الوعظ والإرشاد التي تقام على مدار الأسبوع من طرف الأئمة.