صرح الشهيد العسكري في العاصمة الأردنية "عمان"

يقف ضباط وأفراد سرية المشاة بملامحهم الجادة وتسلّحهم بالعزم والإرادة في إعلان وإشهار عسكري برتوكولي لتبديل الحرس في موقع صرح الشهيد العسكري في العاصمة الأردنية "عمان"، ويبدأ الضباط والأفراد ترافقهم القوات المسلحة الأردنية في أيام من الأسبوع حدّدها الجيش العربي، إلى الجمهور الأردني، ضمن مراسم بروتوكولية لمتابعة تبديل الحرس صباح أيام السبت والاثنين والأربعاء، كإحدى الفعاليات الجديدة التي أدخلت ضمن برنامج زيارة صرح الشهيد .

ويشارك حرس الشرف في مراسم الاحتفالات والمناسبات واستقبال الضيوف والزوار على مستوى رؤساء الدول والوزارات واعتماد السفراء ووزراء الدفاع ورؤساء الأركان وغيرها، لما له من أهمية ودور كبير في الجيش العربي، ويعتبر الحرس الملكي، أول من يستقبل ضيوف الأردن من الزعماء وآخر من يودعهم ضمن مراسم عسكريةة  بروتوكولية تميز بها الجيش العربي عن غيره وتبيّن مدى انضباطه وتجانس وتناسق أدائه ولباسه وسلاحه الذي يجسد التاريخ وروح الاعتزاز الوطني.

ويستمر العرض الذي يحضره المواطنون وطلاب المدارس لمدة نصف ساعة يتم خلالها تبديل الحرس بلباسهم العربي وسط نظرات الجمهور التي تراقب الضباط وبنادقهم وشباريهم ولباسهم العربي، وتم افتتاح صرح الشهيد الذي يقع على ربوة من روابي عمان، 25 تموز 1976  ضمن احتفالات الأردن باليوبيل الفضي لجلوس المغفور له الملك الحسين بن طلال على العرش تكريماً للشهداء وإعلاءً لقيم الجندية وترسيخاً للتضحيات التي قدمها رجال الجيش العربي على مسيرة الأردن التاريخية، وتم تصميم مبنى الصرح من قبل أحد المهندسين الأردنيين وبمهارة وأيدي أردنية من رجال سلاح الهندسة الملكية وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الشركات المحلية، والزائر لصرح الشهيد لا يمكن أن يغيب عن ذاكرته ذلك الشكل الخارجي الذي استوحيت فكرته من الثوب الجميل الذي يكسو الكعبة المشرفة حيث شكل مبناه من الخارج شكل الكعبة المشرفة ونقش على جدرانه الخارجية الأربع من الأعلى آيات قرآنية كريمة مطلية بماء الذهب تمجد الشهداء وتحث على الشهادة.

وصمم بناء الصرح على فكرة روحانية دينية بشكل دقيق ومدروس فالزائر يبدأ زيارته للصرح من المدخل الاحتفالي بطريقة الصعود التدريجي حتى يصل إلى الساحة التذكارية وفي نفس الساحة وعند مدخل الصرح توجد شجرة الحياة "شجرة الزيتون المباركة والدالة إلى استمرار الخضرة هذه الشجرة"، وعند دخول الزائر إلى مبنى الصرح يشاهد أمامه جدارية تمثل جدار الأساس للقوات المسلحة والتي تحوي بداخلها مثوى الشهيد وعلق عليها شعارات تشكيلات ووحدات الجيش العربي والأجهزة الأمنية .

ويتابع الزائر سيره إلى القاعات والأجنحة التي تروي تاريخ الأردن الحديث وتطور المملكة الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة بما يعرض من مقتنيات وأسلحة استخدمت على فترات ومراحل التطور لتصل إلى قاعة الملوك وينتهي به الصعود حتى الساحة العلوية التي تسمى ساحة الشهداء حيث النجمة السباعية التي تعلو قبر الشهيد والتي يسطع منها النور، أما المرافق الخارجية لصرح الشهيد هي المدخل الاحتفالي وهو المدخل الرئيسي للزائرين المؤدي إلى الصرح وأثناء دخولهم يشاهدون على اليمين والشمال غابة الشهيد.

ويحتوي مبنى الحياة على نافورة ماء تعبر عن الحياة أما ساحات الصرح فهي ساحة الصرح الرئيسية "التذكارية" تقع أمام الصرح ويقام بها عرض عسكري وتحوي شجرة الزيتون المباركة أما ساحة التسامح تقع على يسار الصرح وفيها النجمة السباعية وساحة السلام تقع على يمين الصرح وساحة النهضة الاحتفالية وتقع خلف مبنى الصرح، أما المحتويات الداخلية لصرح الشهيد تم اختيارها وترتيبها بشكل يحاكي قصة بناء الأردن الحديث ومحتوياته ارض التضحية والنضال وتتحدث عن الصفات والخصال التي يتصف بها الجندي الأردني ومقتنيات وصور وأسلحة استخدم عدد منها في الثورة العربية الكبرى وملابس عسكرية تعود للقوات المسلحة، أما مثوى الجندي المجهول يحتوي على ضريح الشهيد الأردني الذي نقل رفاته من ارض القدس الشريف ليدفن في صرح الشهيد كرمز لجميع شهداء الوطن في غرفة وما يحيط من أجواء حيث يظهر النور فوق قبر الشهيد مباشرة للأعلى حيث النجمة السباعية وخارطة العالم أضيء منها الدول التي يوجد بها شهداء للجيش العربي.