مدينة الهوارية التونسية

تقع مدينة الهوارية التونسية، على الطرف الشمالي الشرقي للوطن القبلي، على بُعد 130 كم شرق تونس العاصمة و140 من جزيرة صقلية. يقطنها حوالي 9000 نسمة. وتتميز الهوارية التي أُطلق عليها قديمًا اسم "اكويلاريا" أو بلاد الصقر بكثرة الكهوف والمغاور التي تعود إلى الفترة القرطاجية.

وتحتضن المدينة سنويًا مهرجان "الصيد بالصقور".وهي تتربع على عرش الوطن القبلي وعلى بًعد 22 كلم من مدينة قليبية تنام الهوّاريّة و تصحي على هدير أمواج البحر .هي مدينة تتوفّر على كلّ معطيات المدينة السّياحيّة ..بحر رائع تلامس أمواجه سفح الجبل الشّامخ المنتصب على سواحلها ..شواطئ عذراء تسحر كلّ من ساقته الأقدار إليها ..تعجبه حتّى العشق بخضرتها الدائمة وجبلها الشامخ وطبيعتها الخلابة .

وتشتهر الهوارية أيضًا بمهرجان الصيد بالصقور الذي تنفرد البلدة بتنظيمه في إطار خطط الحكومة لدعم السياحة البيئية. و''مهرجان طائر الساف'' بالهوارية الواقعة على مسافة 100 كيلومترًا شرقي العاصمة تونس يحضره عدد كبير من التونسيين والسياح العرب والأجانب الذين يتدفقون على البلدة التي اشتهرت بشغف أهاليها بالطيور. ويستمر المهرجان أربعة أيام. وتمثل مدينة الهوارية المكان الأنسب للكواسر من الصقور التي تعبر تونس خلال شهر مارس/ آذار من كل عام متجهة لأوروبا.

ويقيم سكان الهوارية شباكًا لالتقاط الطيور فور خروجها من المغارات. ولا تسمح السلطات المحلية لساكني الهوارية بتربية أكثر من طائر واحد حتى لا تحرم من العيش في محيطها الطبيعي. ويعد الساف من الجوارح المهاجرة التي تعشش بأعالي جبل الطير بالهوارية مع بدايات شهر مارس/اذار الى نهاية شهر أبريل /نيسان من كل سنة. ويبلغ عدد مربي الساف بالهوارية 150 والبرني 8 فقط باعتبار ندرة هذا الطائر المهدد بالانقراض والذى تسعى تونس للمحافظة عليه

وأفاد مربو ''الساف'' بأن هذا الطائر من فصيلة الصقور ويبلغ طوله نحو 38 سنتيمترًا وعرض جناحيه 102 سنتيمتر، وهو قصير الذيل ولونه رمادي مائل للزرقة في أعلاه مع سواد في قمة رأسه. و''للساف'' خصائص ينفرد بها عن غيره من الجوارح، من ذلك سرعة انقضاضه على الأرانب والطيور حتى قيل عنه إنه أسرع من السهم وقد ضرب به المثل في سرعته.

ويعتبر المهرجان موعدًا سنويًا تنفرد به مدينة الهوارية يجمع ''البيازرة''، وهم مربو الصقور ومناسبة لدعم السياحة البيئية في تونس التي تسعى لتنويع منتجاتها السياحية كي لا تقتصر صناعة السياحة فيها على السياحة الشاطئية والصحراوية. ويقوم فن ''البيزرة'' الذي يتوارثه بيازرة الهوارية أبًا عن جد على تربية طائر ''الساف'' المختص في قنص فريسته من طيور أخرى.

ويشير مربو ''الساف'' إلى أن هذا الطائر يرتاح كثيرًا إلى الشخص طيب الرائحة ويجلس مطمئنًا فوق يده، بينما ينفر نفورًا شديدًا من كريهي الرائحة. ودأب أمراء وأثرياء من منطقة الخليج على زيارة الهوارية في فترات مختلفة من العام للاستمتاع بالساف. وتخطط تونس إلى جذب سياح من ذوي الدخل المرتفع لرفع أداء صناعة السياحة.