إحدى زوجات مسلحي تنظيم "داعش" في مخيم "ليلان" في كركوك

نجحت الكثير من النساء في الهروب من قبضة تنظيم "داعش" ووصلن إلى مدينة كركوك، ومنهن زوجاتٌ سابقات لبعض مسلحي التنظيم، حيث تحصل القوات الأمنية في كركوك على معلومات مهمة عن التنظيم من زوجات مسلحيه. وتوجد أكثر من 170 امرأة من زوجات مسلحي تنظيم "داعش" في مخيم "ليلان" في كركوك، بعضهن تزوجن أكثر من مرة من مسلحي التنظيم.

إحدى هذه النساء أنجبت طفلًا قبل أسبوع، وقد تمكنت من الفرار من قبضة تنظيم "داعش" بشق الأنفس، ووصلت إلى كركوك، وقالت إن "عددًا كبيرًا من مسلحي "داعش" اغتصبوها، لذلك هي لا تعلم من يكون والد طفلها". وأضافت تلك المرأة، وهي من أهالي منطقة الحويجة، أن "حياتهن قبل مجيء "داعش" كانت جميلة وهادئة، ولكن بعد قدوم التنظيم تحولت حياتهن إلى جحيم". وتابعت بالقول: "في البداية أجبروني على الزواج من أحد المسلحين، وبعد ذلك كان يعاشرني مسلح مختلف كل يوم، وقد أنجبت طفلًا ولا أعلم من يكون والده".

غالبية العوائل التي فرت من تنظيم "داعش" لاقت المعاناة ذاتها، من بينهن امرأة تدعى "أم جاسم"، والتي تعرضت ابنتاها للاغتصاب على يد مسلحي تنظيم "داعش"، وكذلك تزويجهما بالقوة. وقالت أم جاسم: "هربنا ليلًا ونجونا من تنظيم "داعش" ، وكنا خائفين من أن يقطعوا رؤوسنا، وقد أخذ تنظيم "داعش" ابنتاي بالقوة إلى (الجهاد المزعوم)، إحداهما جُنت، وهي برفقتي الآن، والثانية لا تزال في الحويجة، وفوق كل هذا استولى التنظيم على منازلنا وممتلكاتنا".

وتنظر القوات الأمنية في كركوك بعين المساواة إلى جميع تلك النسوة، وتحقق معهن تحقيقًا دقيقًا ومعمقًا، كما تعتبر هذه النسوة مصدرًا مهمًا للمعلومات المتعلقة بتنظيم "داعش". وفي السياق ذاته قال مدير شرطة أقضية ونواحي كركوك، سرحد قادر، إن "تنظيم "داعش" أيضًا استخدم النساء في العمل الاستخباراتي، وقد أرسل النساء إلى الكثير من المناطق بهدف الحصول على المعلومات، لأن النساء لا يجلبن الانتباه كثيرًا، إلا أن نفس النساء من زوجات مسلحي تنظيم "داعش" أدلين بمعلومات مهمة".

كركوك، غالبيتهم فروا من قبضة تنظيم "داعش" عن طريق دفع الرشاوى. وقبل مجيء تنظيم "داعش" كان غالبية أهالي منطقة الحويجة ينظرون إلى حكم هذا التنظيم كـ"حلم"، ولكن بعد أن عاشوا في ظل هذا الحكم، تحول "حلمهم" إلى "كابوس".